{ تفسير سورة الفاتحة} القرأن الكريم
صفحة 1 من اصل 1
{ تفسير سورة الفاتحة} القرأن الكريم
بسـم الله الرحمـان الرحيـم .. و الصلاة و السلام على أشــرف المــرسليـن ..
السـلام علــيـكـم و رحمـة الله تعـالى و بــركـاتـه ..
تمضي الأيـام .. لكن الذكرى تبقــى الماضــي مضـى .. و المضارع يمضي
لذلك فلنطـوي صفحـة الماضـي و لنبــدأ بصفحات بيضــاء جديــدة
و لنــجعل من من الذكريات الــوانا في كتابنا و لنــملئ صــفاحتنا البيــضاء بســطور ذهبية
تعــكس جمالها على منتــدانا هذا .. الحمـد لله وحده نحمده و نشكره و نستعـينه و نستـغفره و نعـود بالله
مـن شـرور أنـفسنا و من سيـئات أعمالنا .. من يـهده الله فلا مظل لـه و مـن يظـلل فلن تـجد له ولياً
مرشدا ..و أشـهد ألا إلاه إلا الله وحده لا شريك له و أن محــمداً عبده و رسـوله صــلى الله عليه و
سلم و على آله و صحبه أجمعين و من تبعهم بإحسـان إلى يوم الدين ..ربنا لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم
الـخـبــيـر .. ربـنـا لا فــهم لـنا إلا ما فهــمتنا إنــك أنـت الجــواد الـكـريـم .
ربـي اشرح لي صــدري و يســر لي أمــري و احــلل عقــدة من لســاني يفقــهوا قــولي ..
>
... أما بعد ...
فإن أصــدق الحــديث كــتاب الله تعــالى و خير الــهدي هــديُ سيـدنا محمد صلى الله عليه و سلم ..
و شــر الأمــور مــحدثــاتها و
كــل محــدثة بدعة و كل بدعـة ظـلالة و كل ظـلالة فــي النار ..
فاللــهم أجــرنا و قــنا عذابــها برحمتــك يا أرحــم الراحميــن ..
>
فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الأولى
تفسير سورة الفاتحة
(4/183)
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 5433 ) :
س3: سمعت حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لغلام في المسجد: « لأعلمك كلمة ينفعك الله بها"، فلما صلى الرسول صلى الله عليه وسلم قال له الغلام: ألا قلت: تعلمني كلمة بعد خروجك من المسجد، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "نعم، ألا وهي فاتحة الكتاب: وهي السبع المثاني » (1) فهل هذا صحيح؟
ج3: الحديث صحيح، ونصه: عن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال: « كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه، حتى صليت ثم أتيته، فقال: "ما منعك أن تأتي؟"، فقلت: يا رسول الله، إني كنت أصلي. فقال: ألم يقل الله: ثم قال: "لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج"، فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخرج، فقلت له: ألم تقل: لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن؟! قال: هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته » (4)
__________
(1) صحيح البخاري تفسير القرآن (4426),سنن النسائي الافتتاح (913),سنن أبو داود الصلاة (1458),سنن ابن ماجه الأدب (3785),مسند أحمد بن حنبل (4/211),سنن الدارمي الصلاة (1492).
(2) أحمد (3 / 450) و (4 / 211)، والبخاري [فتح الباري] برقم (4474، 4647، 4703، 5006)، وأبو داود برقم (1458)، والنسائي في [المجتبى] برقم (914)، وابن ماجه (3785).
(3) سورة الأنفال الآية 24 (2) { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ }
(4) سورة الفاتحة الآية 2 (3) { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
(4/184)
رواه البخاري وغيره.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(4/185)
السؤال الخامس من الفتوى رقم ( 6304 ) :
س5: قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم، في سورة الفاتحة { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } (1) { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ } (2) آمين، أريد معرفة معنى الصراط المستقيم، ومن الذي أنعم الله عليهم بهذا الصراط، وما معنى آمين؟
__________
(1) سورة الفاتحة الآية 6
(2) سورة الفاتحة الآية 7
(4/185)
ج5: معنى الصراط المستقيم : هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه، فقيل: هو القرآن، وقيل: الإسلام، وقيل: هو النبي صلى الله عليه وسلم، والكل حق، فإنمن اتبع النبي صلي الله عليه وسلم فقد اتبع الإسلام، ومن اتبع الإسلام فقد اتبع القرآن. والذين أنعم الله عليهم، قال ابن كثير في تفسيره: قال الضحاك عن ابن عباس : (صراط الذين أنعمت عليهم بطاعتك وعبادتك من ملائكتك وأنبيائك والصديقين والشهداء والصالحين، وذلك نظير ما قال ربنا تعالى: { وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا } (1) ومعنى آمين: اللهم استجب.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة النساء الآية 69
(4/186)
السؤال السادس من الفتوى رقم ( 9644 ) :
س6: هل يجوز كتابة بسم الله الرحمن الرحيم في بداية كتابة أي شيء؟
ج6: يسن كتابتها في بداية كتابة كل شيء له بال وأهمية؛
(4/186)
لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبدأ بها كتبه، ولما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: « كل أمر ذي بال لا يبدأ ببسم الله فهو أجذم » (1) .
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) الخطيب في [الجامع] (2 / 128)، وابن السمعاني في [أدب الإملاء] (51)، والسبكي في [الطبقات] (1 / 6) من حديث أبي هريرة، وعبد الرزاق في [المصنف] برقم (20208) من حديث رجل من الأنصار.
(4/187)
فتوى رقم ( 5658 ) :
س: رجل في باكستان يسمى: محمد أمين، يدعي أن سورة الفاتحة لا تتضمن إلا حكمين فقط، الحكم الأول: ينتهي بقوله تعالى: { وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } (1) والثاني: بقوله: { وَلَا الضَّالِّينَ } (2) الأول: فيه بيان التوحيد، والثاني: فيه إثبات التقليد. فهل هذا التفسير ثبت من الرسول صلى الله عليه وسلم أو من التابعين أو من أتباعهم، وفي أي كتاب يوجد هذا التفسير؟ وإذا كان الجزء الثاني يثبت التقليد فهل كان الرسول صلى الله عليه وسلم مقلدا -معاذ الله من ذلك- وهل يجوز تفسير القرآن بالقياس، وما الحكم في الرجل الذي يفسر القرآن برأيه وقياسه، هل هو مسلم أو كافر؟ والرجل يصر على هذا
__________
(1) سورة الفاتحة الآية 5
(2) سورة الفاتحة الآية 7
(4/187)
التفسير. أرجو الإجابة في ضوء القرآن والسنة، جزاكم الله خيرا .
ج: أولا : سورة الفاتحة تشتمل على أحكام كثيرة، بل تشتمل إجمالا على جميع ما في القرآن من أحكام؛ ولذلك سميت: أم القرآن، وسماها النبي صلى الله عليه وسلم بما سماها الله به: القرآن العظيم، وذلك فيما رواه البخاري عن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال: « مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي فدعاني، فلم آته حتى صليت، ثم أتيت، فقال: "ما منعك أن تأتي؟" فقلت: كنت أصلي، فقال: "ألم يقل الله تعالى: ؟ ثم قال: "ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد؟"، فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج من المسجد فذكرته، فقال: وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته » (3) ، وما رواه البخاري أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم » (4) . لكن هذه الأحكام مع كثرتها تنقسم إلى ثلاثة أقسام كما في الحديث القدسي: الأول: حق محض لله، وهو ما اشتملت عليه
__________
(1) صحيح البخاري تفسير القرآن (4426),سنن النسائي الافتتاح (913),سنن أبو داود الصلاة (1458),سنن ابن ماجه الأدب (3785),مسند أحمد بن حنبل (4/211),سنن الدارمي الصلاة (1492).
(2) سورة الأنفال الآية 24 (1) { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ }
(3) سورة الفاتحة الآية 2 (2) { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
(4) البخاري [فتح الباري] برقم (4704)، وأبو داود برقم (1457)، والترمذي برقم (3123).
(4/188)
الآيات الثلاث الأولى من توحيد الربوبية والأسماء والصفات، والثاني: حق محض للعبد، وهو ما تضمنته الآيات: { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } (1) { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ } (2) والثالث: يتضمن حق الله وحق العبد، وهو آية { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } (3) وكلاهما يسمى: توحيد العبادة، ودليل ذلك: ما رواه أحمد ومسلم وأصحاب السنن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: قال الله: حمدني عبدي، فإذا قال: قال الله: أثنى علي عبدي، فإذا قال: قال الله: مجدني عبدي، فإذا قال: قال الله: هذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: قال الله: هذه لعبدي ولعبدي ما سأل » (10) . وبهذا يتبين أنه مصيب في قوله: إن أول سورة الفاتحة إلى
__________
(1) سورة الفاتحة الآية 6
(2) سورة الفاتحة الآية 7
(3) سورة الفاتحة الآية 5
(4) أحمد (2 / 241، 242، 285، 460)، ومسلم برقم (395)، وأبو داود برقم (821)، والترمذي برقم (2953)، والنسائي (2 / 135)، وابن ماجه برقم (3846)، والدارقطني (1 / 312).
(5) سورة الفاتحة الآية 2 (4) { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
(6) سورة الفاتحة الآية 3 (5) { الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }
(7) سورة الفاتحة الآية 4 (6) { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }
( سورة الفاتحة الآية 5 (7) { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }
(9) سورة الفاتحة الآية 6 ( { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ }
(10) سورة الفاتحة الآية 7 (9) { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ }
(4/189)
آخر آية { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } (1) في التوحيد. ثانيا : دعواه أن بقية السورة في إثبات التقليد غير صحيحة، ولم يثبت ذلك عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من الصحابة ولا التابعين -فيما نعلم- رضي الله عنهم، بل القول بدلالتها على إثبات التقليد تحريف للمراد بهذه الآيات، وقول على الله بغير علم، وإنما المراد منها تعليم العباد كيف يدعون ربهم ويطلبون منه إرشادهم إلى الطريق الحق والصراط المستقيم، وتوفيقهم لاتباعه: عقيدة، وقولا، وعملا، وأن يجنبهم طريق من غضب الله عليهم، وهم الذين عرفوا الحق وأعرضوا عنه، كاليهود، وطريق من ضل عن الحق وعميت بصائرهم فلم يتبعوه، كالنصارى . وبذلك يتبين أن الاستدلال بهذه الآيات على إثبات التقليد من باب التفسير بمحض الرأي قول على الله بغير علم وهو حرام، قال الله تعالى: { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ } (2)
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الفاتحة الآية 5
(2) سورة الأعراف الآية 33
(4/190)
مواضيع مماثلة
» رسولنا الكريم والمستقبل
» موقع للقرآن الكريم بسرعة تصفح سريعة جدا وجودة الصوت ممتازة
» الرقية الشرعية المطولة من كتاب الرقية الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية ...
» موقع للقرآن الكريم بسرعة تصفح سريعة جدا وجودة الصوت ممتازة
» الرقية الشرعية المطولة من كتاب الرقية الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية ...
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى